رئيس مجلس النواب يهنئ رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة عيد الوحدة 22 مايو

رفع رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، برقية تهنئة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء المجلس، هنأهم فيها بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة 22 مايو.

 

 

فيما يلي نص البرقية:

 

فخامة الأخ الدكتور/ رشاد محمد العليمي – رئيس مجلس القيادة الرئاسي المحترم

 

– الأخوة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي المحترمون

 

تحية طيبة وبعد…

 

 

في هذا اليوم الأغر يسعدني باسمي وزملائي أعضاء هيئة الرئاسة وأعضاء مجلس النواب أن أهنئكم وأهنئ شعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الوطنية الغالية؛ العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية وقيام وحدته المباركة في الـ22 من مايو 1990، التي مثلت درعاً يصد رماح التمزق والتشطير، وسفينة نجاة عبرت بشعبنا أمواج الإمامة والتشرذم والاستعمار ؛ الوحدة التي ناضل من أجلها صفوة أبناء الوطن من مختلف الاتجاهات والشرائح المجتمعية وجعلوها هدفهم الأسمى والغاية التي بذلوا النفس والنفيس من أجلها وكانت أسمى شعار رفعوه وأغلى هدف أعلنوا .. لأنها حصن الوطن إذا تداعت الأسوار ودربه إذا تقطعت السُبل بخطى التلاحم .. إنها الأمل الذي ينشده أبناء شعبنا ويقينه في واقع يقطر على جباه البلاد ألماً ودماء.

 

وفي عز الأحتفاء بهذه الذكرى ؛ تتراءى لنا غمامة حزن لا تفارق سماء الوطن، ووشاحٌ من ألمٍ عُلِّقَ على كَتِفِه وكأنما يبتسم بِشِفةٍ ويداري بالأخرى وجعاً لم يندمل بعد … وجعٌ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا بلّلها بدموع البلاد، لما يكابده شعبنا اليمني العظيم من أزماتٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية قاسية، خلفتها حرب عبثية أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية منذ إحدى عشر عاماً، وما نتج عنها من تداعيات كارثية على مستويات حياتية شتى، مست الصميم وطحنت العظم ولا يزال المواطن اليمني صابراً وشامخاً يقاوم الطغاة ، ويرفض الخضوع لمشاريع الظلام والظلم والضيم والاستبداد.

 

إن الوحدة المباركة هي انبهار الزمن حين التحم الشمال بالجنوب .. وهمزة وصل في صفحة التاريخ بشقيه القديم والحديث فقد مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعا نحو المستقبل، لذلك يستقبلها شعبنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته.

 

فخامة الأخ الرئيس …

 

إننا لنثق أنكم وزملائكم في مجلس القيادة، بما تبذلونه من جهود في مواجهة الصلف الحوثي واستجابة لكل دعوات السلام وخياراته، قادرون على الخروج ببلادنا إلى بر الأمان والحفاظ على اليمن قوي لا تزعزعها الأهواء ولا الأنواء، وإن إدراكنا للتحديات المتراكمة التي أثقلت كاهل اليمنيين، يضعنا أمام مسؤوليتنا التي لا تقبل غير النجاح، وأننا عاقدون العزم مع كل المخلصين لوطنهم، متكلين على الله للعمل الجاد لكل ما يخدم أبناء شعبنا اليمني.

 

 

وإنا لنتمنى وندعوا أن يبذل الجميع أقصى ما لديهم من جهد وحكمة وإخلاص ومسؤولية لتجاوز الصعاب القائمة والحالة الطارئة التي يكتوي بنارها المواطنون ، وتمزق بسببها الساسة والقادة ، وكل صاحب رأي واضطروا للعيش في بلدان مختلفة لأننا في حقبة زمنية هي الأسوأ في تاريخ وطننا إذ لم يسبق أن اجتمعت المآسي على هذا النحو وبهذا القدر من المعاناة كما جُمعت في مآلات كل فعل تقوم به مليشيا الحوثي الارهابية ولعل من تلك الممارسات يتجسد في كل سهم مسموم تطلقه الميليشيا في خاصرة الثورة والوحدة والجمهورية بهدف محاولة طمس الهوية اليمنية ووحدة شعبها.

 

وأن الاوان قد آن لعمل كل المؤسسات والهيئات وتحمل مسؤوليتهم لتصحيح الأخطاء والاختلالات والحالات الخطرة التي تمر في حياة شعبنا وأن تصحح الشرعية أداها وسيرها ، لتقود المسيرة نحو الوصول إلى صنعاء واستعادة الدولة والنظام والقانون والدستور، واجتثاث السلالية والفساد ، وأمراء الحروب أينما كانوا وليذهبوا إلى غير رجعة ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ، وستبقى الوحدة والثورة والجمهورية والديمقراطية كالنخلة مثمرة ونافعة ما دامت مسنودة بإرادة وطنية صلبة ويحمل لوائها مخلصون أشداء ، ترفعوا عن الصغائر والمكاسب والمغانم ، وتحلوا بالإرادة الوطنية وبأشقاء أوفياء في تحالف دعم الشرعية في مقدمتهم ، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يشاركوننا العزم ويقاسموننا الهم ويقدمون بكل سخاء ، ما يثبت أركان اليمن ويحفظ ثورته ووحدته ومكتسباته الوطنيه وسلامة أراضيه .

 

وإن في الختام ..

 

ندعو كل القوى السياسية والشعبية في كل أنحاء الوطن أن تتعالى فوق الخلافات، وتلبي نداء الوطن في لحظة مفصلية، بإحياء هذه الذكرى الوطنية الخالدة .. والاصطفاف لحمايتها من سهام التآمر وأحابيل التمزيق.

 

النصر لليمن.. لثورته التي أضرمت فجر الحرية.. ولجمهوريته التي كسرت قيود الظلم، ولوحدته التي رفعت رأسه عاليا وأعلت مكانته

 

ليحفظ الله اليمن أرضاً تتعانق جبالها وسهولها، ووحدةً لا تنكسر وأمناً يرخي سدوله، وسلاماً يعم أرجاءه.

 

الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى…

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى