رئيس مجلس النواب الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام يشارك في إحياء الذكرى الثامنة لانتفاضة الثاني من ديسمبر

 

المخا: شارك رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، اليوم الثلاثاء، في إحياء الذكرى الثامنة لانتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة، هذه المحطة الوطنية التي أطلق شرارتها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، وترسخت في وجدان اليمنيين رمزا لإرادة لا تنكسر في مواجهة الاستبداد واسقاط الانقلاب الحوثي، وذلك بمشاركة عدد من أعضاء مجلس النواب والوزراء والشورى ومحافظ تعز الاستاذ نبيل شمسان ومحافظ الحديدة الاستاذ الحسن طاهر، وقيادات عسكرية وأمنية وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومدراء المكاتب التنفيذية والمؤسسات ومدراء المديريات والمشايخ والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، والمرأة، في مشهد يجسد وحدة الصف الوطني واستحضار دلالات تلك اللحظة المفصلية التي أعادت توهج روح الجمهورية ومبادئها.

 

 

وفيما يلي نص الكلمة:

 

أحبائي كثر داخل هذه القاعة، لا أستطيع أن أحصيكم عددا، ولذلك سأكتفي بالبدء بخطاب ابننا البار، المناضل عوض عارف الزوكا أولا وأخيرا…

 

ثم أنادي البقية بأسمائهم وصفاتهم جميعا كلهم أحبائي، وأقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها الحاضرون جميعا، من قادة ورجال دولة، ومن ممثلي مختلف الهيئات والأجهزة الحكومية والمكونات السياسية.

 

وبعد ذلك قبل أن ادخل إلى الورقة بالحديث عن أولئك المسكونين بنظرية المؤامرة، الذين يعتقدون أن اجتماع المخا هو اجتماع تآمري، وأن اجتماع المخا يبحث عن دولة لطارق محمد عبد الله صالح… وأن لقاء المخا هو بداية لمؤامرة خارجية أقول لهم أننا نجتمع في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز، والتي ترتبط باسمها ارتباطا وثيقا، اليوم وغدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها إن شاء الله، هذه المدينة هي جزء لا يتجزأ من مدينة تعز، ولكنها تاريخ اليمن الكبير الذي أرتبط فيها وعرفت العالم باليمن من خلال المخا وبن المخا .. وموكا الذي اسمه منتشر في جميع أنحاء العالم.

 

ثانيا: أقول لهم أن الفريق الركن طارق محمد عبد الله صالح طموحه لا يقف عند محافظة تعز، ولا عند محافظة الحديدة طموحه اقتلاع جذو الإمامة والوصول إلى صنعاء وقد أعد لذلك 50 الف مقاتل مدربين على أحدث تدريب ومسلحين بأحدث أنواع الأسلحة ولديهم من العدة والعتاد ما يوصلهم الى اخر العالم مش إلى صنعاء.

 

ثالثا: أعود لأقول سلام يتردد صداه من مطلع انتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة، حتى آخر نبضة وجع في صدر هذا الوطن .. سلام يليق بقامة رحلت جسدا واستقرت في ذاكرة اليمن ووجدانه…

 

سلام لك أيها الزعيم الشهيد الخالد علي عبد الله صالح، في مقامات هيبتك، ولرفيقك الأمين عارف الزوكا، في وفائه الذي تجلى في تلك اللحظة الحزينة ..

 

سلام يختتم تحية ويبدأ وعدا، يلامس أرواح الراحلين ومقامات الصابرين وأحلام اليمنيين جميعا.

 

وسلام مكلل بالتحايا والتقدير لفخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور/ رشاد العليمي، ولأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في هذا اليوم، وبمناسبة الثلاثين من نوفمبر المجيد .. وسلام متوشح بالشكر والتقدير لقائد المقاومة الوطنية، الفريق الركن طارق صالح، رمز الصمود والثبات، وحامل لواء الإرث الوطني والنضالي لعمه الشهيد البطل علي عبدالله صالح.

 

وسلام يفيض من روح نوفمبر في يومه الخالد، إلى شعبنا اليمني العظيم، يوم جلاء المستعمر عن أرضنا، وولوج عهد جديد من العيش الحر الكريم في ظل الاستقلال والسيادة الوطنية.

 

ومن هذه الأرض التاريخية… مدينة المخا؛ حيث يقف البحر شاهدا على حضارة امتدت أبعد من ضفافها، وعلى نهضة تنموية تعيد رسم ملامح اليمن الآمن والمطمئن، وهي تشكل عقدا فريدا من الألق المشرق على عنق التاريخ وجبين الحياة، حصادا لمواقفها الوطنية الصادقة، ولثباتها الواضح في صف الثورة، والجمهورية، ومقارعة الأئمة الجدد .. أحييكم، ومن خلالكم أحيي الشعب اليمني، وكل التواقين إلى الحرية والعدالة والديمقراطية… واشكر لكم هذا الحضور الكبير والنوعي المتميز.

 

الإخوة والأخوات الحاضرون جميعا…

حين نتأمل محطات التحولات التاريخية الكبرى ندرك أن اللحظات الفاصلة تولد من أعماق المعاناة، وأن الفجر ينهض من إرادة رجال آمنوا بأن الحرية قدر، وأن الكرامة مسار لا ينكسر. هكذا انبثقت انتفاضة الثاني من ديسمبر؛ شرارة تشق العتمة، لتشعل النور في أرجاء البلاد، وتكشف جوهر اليمن الجمهوري، تاركة أثرها في وعي الأجيال المتعاقبة، فقد كانت وصايا الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح صوتا يعلو فوق وهج النار، معبرا عن شموخ أمة، ودما يذكر بأن الجمهورية تصان بالفعل والتضحية معا، وليس بالكلام المرسل.

 

وفي ليل كان الوطن يتلمس طريقه إلى النور، وكانت الجبال تئن من ثقل الخيانات، وقف الزعيم صالح كما يقف آخر السيوف على بوابات التاريخ، يرد عن الجمهورية ما استطاع من رياح الظلام. رفع صوته، فحملته الرياح من قمة إلى واد، ومن صحراء إلى قلب كل يمني حر أبي، حين قال وصاياه للشعب، وظل حتى اللحظة الأخيرة واقفا في صف الوطن الجريح، ثابتا كالجبال، شامخا كراية وطنه، صلبا كمبادئه، ومخلصا لقسمه الأول حين وضعه الشعب على حافة القدر في السابع عشر من يوليو 1978م .. خارقا كل الأسوار والأزمات، ظافرا، متوجا بأكاليل الفخر، تخفق فوق هامته بيارق العز وألوية النصر.

 

أيها اليمنيون .. يا أبناء الجمهورية .. يا أحفاد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر .. ثمانية أعوام مضت، واستدار فيهما الزمان، ووقفت الأيام شاهدة على أن الوطن فقد قائدا جسورا وزعيما موحدا ورجل دولة أدرك معنى الجمهورية، وبنى ركائزها، وصان قرارها منذ بواكير شبابه؛ إنه الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الأسبق، والقائد الموحد، والمؤسس للمؤتمر الشعبي العام.

 

اختلف الناس حول القائد الشهيد صالح أو اتفقوا.. وهذا أمر طبيعي مع القادة الكبار، لكن ما لا يختلف عليه اثنان هو أنه كان جمهوريا عنيدا، ووحدويا فذا… يمنيا خالصا حتى النفس الأخير، وحتى الطلقة الأخيرة التي سكنت روحه؛ كان ثابتا على مشروع الدولة… مؤمنا بالوحدة… مدافعا عن الحرية… ومتمسكا بالكرامة الإنسانية كحق لا يمس.

 

أيها الشهيد صالح..

سلام العيون التي استيقظت على بصماتك، والرجال الذين استمدوا من إيمانك عزما وكرامة، والوطن الذي احتمى بظلالك في آخر جولات النار… سلام يرفرف فوق وجوه الثابتين من أنصار المؤتمر وقياداته؛ يحملون يقينك ونبضك في صبرهم ومعاناتهم وصمودهم في المنافي والزنازين .. نقول لهم اصبروا وصابروا ورابطوا، ولو أن الأسنة مركبا فما حيلت المطر إلا ركوبها ما دمتم أمام هذا الوضع فحملوا كل كل ما يأتي من مصائب ومتاعب لأن النصر قادم والحوثيين إلى الزوال.

 

علي عبد الله صالح، الشهيد الحي… الغائب الحاضر في وجداننا … حقا.. لقد تركناك وحيدا في آخر ابتهالاتك، شامخا في وقفتك، صلبا في شجاعتك… مقدما روحك قبل ثلة جنودك… تصنع من دمك وصية للأجيال؛ فامتدت لحظتك الأخيرة كاكت مال لزمن حملت فيه عبء الوطن على عاتقك، فكنت فيه ركنا من أركان الجمهورية، ووجها من وجوه صراعها الطويل ضد الكهنوت والطغيان … نعم يا أكرم الشهداء، وماذا عساي أن أقول وقد فارقناك أو غبنا عنك (والله ما حزنت أخت لفقد أخ حزني عليه، ولا أم على ولد) .. نعم أقول ذلك.

 

عزائنا أن شعبنا اليمني الصامد يستحضرك في عام الغياب الثامن – بكل إجلال وتبجيل – حضورا ثابتا كالسيف، ميقاتا للمبادئ، ورمزا لجمهورية دافعت عنها حتى آخر قطرة من دمك… رافضا النجاة حين عرضت عليك وفتحت لك الأبواب، صامدا في معركتك الأخيرة، لا تترك الجمهورية وحيدة، ولا تخذل أبجديات الثورة.

 

نعم .. نعم.. نعم

أبيت أن تغادر صنعاء أيها الشهيد الراحل أبيت أن تغادر اليمن رغم كل العروض والضمانات، وليعلم الشعب اليمني والأشقاء والعالم أجمع أن خطة أعدت لإخراج الزعيم علي عبدالله صالح فيها عشرات، الطائرات الحديثة التي سوف تحلق فوق مدينة صنعاء والعديد من طائرات الهليكوبتر الحديثة التي ستهبط على الأرض لتأخذه من مكانه المحدد فقال قولته الشهيرة رافضا الخروج تحت أي وسيلة كانت قال، قدري أن أدافع عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، وأموت على هذا التراب الطاهر، فلن أغادر؛ وكان لسان حالك يقول: (ولست أبالي حين أقتل ثائرا على أي جنب كان في الله مصرعي).

 

الإخوة والأخوات..

إن وصفه برمز الوفاء ليس سوى ومضة من سيرة القائد… فقد كان رمز الجسارة التي تعرف حدودها، ونبل الإنسان الذي امتد إلى كل قرار سياسي… حين كان فقه السياسة عنده تطبيقا لمكارم الأخلاق، والفكر الوطني امتدادا حيا للثورة اليمنية… حيث ارتفعت أهداف سبتمبر وأكتوبر من شعارات ضيقة إلى رحابة المعنى، والميثاق الوطني إلى إطار فكري، والمؤتمر الشعبي العام إلى أداة تعطي الواقع الديمقراطي إيقاعا مختلفا … والوحدة اليمنية تجلت كاكت مال الإنسان في الأرض، كضرورة وجودية تتشكل كما تتشكل الروح في الجسد.

 

الحضور الكريم …

عشر سنوات عجاف من الانقلاب الحوثي.. سنوات شاخت فيها الأحلام، وضاق فيها الأفق، وتصدعت فيها أعمدة الجمهورية؛ رأى اليمنيون بأعينهم الفرق الهائل بين عهد من نور مضى.. وعهد يخنق الحياة، ويطارد الأمل، ويكبل المستقبل بالأغلال.. ولكننا – رغم كل ذلك – لن نحيد عن غاياتنا الكبرى، ولن نتخلى عن أهدافنا العظيمة في بقاء اليمن جمهوريا موحدا عزيزا حرا أبيا.

 

الإخوة والأخوات..

ها هي المخا تشهد حلة من الفرح التنموي؛ وتشرق اليوم كأنها صفحة جديدة من كتاب الوطن، تمتد عليها مفردات النهوض بخطى واثقة، فتغدو ملامحها كورشة متجددة في ميادين التنمية والإعمار؛ وفي كل ركن منها حديث عن أحلام تحققت، يتقدمها مشروع تأهيل الميناء وانطلاق حلم مطار المخا الدولي، وشبكات الطرق التي تربط حاضرها بمستقبلها، ومجالات الخدمات والتعليم والصحة والكهرباء والمياه، وصولا إلى هذا الصرح العملاق الذي يحتضن اليوم احتفالنا، بمرحلة أكثر رسوخا في سفر التاريخ؛ كل ذلك ممهور بإرادة وعزم أبناء المخا، والفريق الركن طارق صالح، رجل التنمية والحرب.

 

فقد تتلمذ في مدرسة الشهيد صالح في القيادة والتشييد والبناء، لذا كان هو رجل هذه المشاريع العملاقة، بدعم من إخوة أشقاء كرام في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

ومن هنا، من هذه الذكرى التي تفيض بالدم والوفاء… نعلنها دعوة صادقة لا لبس فيها:

أتوجه بها إلى كل القيادات: آن الأوان لنبذ الخلافات، وإيقاف التباينات، والعمل معا لإسقاط العصابة الحوثية الإرهابية، والمواجهة الحتمية التي لا تقبل المراوحة، وأن يصطفوا تحت راية الجمهورية بروح تصون الديمقراطية من التحول إلى ضجيج؛ فشعبنا عانى كثيرا وصقلته التجارب، وهو يدرك اليوم جيدا من يحمل همه ومن يجر وراءه إرث الأزمات.

 

فلا خلاص لليمن إلا بوحدة القوى الوطنية… ولا مستقبل للجمهورية إلا بتماسك قواعدها، ولا انتصار للفكرة إلا إذا وقف الجميع كتلة واحدة، ترمم ما تصدع، وتعيد بناء ما تهدم، وتحمل راية الوطن فوق كل خلاف.

 

دعوتي الصادقة للإخوة في مجلس القيادة الرئاسي، وفي مقدمتهم فخامة رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي… أن يمضوا بعزيمتهم وقراراتهم الحكيمة نحو الهدف الذي لا بديل عنه: إسقاط الانقلاب؛ فطريق صنعاء لا يفتح إلا بهزيمة الحوثي ومشاريعة؛ خاصة أن هذه الجماعة لم تظهر يوما قابلية لشراكة تبنى على السلام، وما يطرح من محاولات للاتفاق لا يتجاوز دائرة العبث في واقع يثبت أن مليشيا الحوثي لا ترى في الحوار إلا فرصة للأبتزاز، والمتاجرة بآلام الشعوب؛ والرهان الحقيقي يكمن في إرادة الدولة وقرارها الحاسم.

 

ولأن مجلس القيادة الرئاسي لم يشكل عبثا، بل جاء عنوة واستجابة لنداء المرحلة، لما يمتلكه أعضاؤه من قوات قادرة على بلوغ صنعاء، وكسر شوكة الحوثي كسرا يطوي صفحة الظلم ويعيد للوطن توازنه؛ (فلا تتفرق أيدي سبأ )… فاليمن اليوم أحوج ما يكون إلى وحدة العزم وتماسك الصف، وإحكام القبضة على هدف استعادة العاصمة والدولة ومؤسساتها الشرعية؛ كما أن القسم الذي أديتموه جميعا أمام البرلمان، واجب الالتزام؛ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، فلا تمكثوا بالعهد ولا تضربوا بالوعود عرض الحائط.

 

تحية لكل القوى المقاتلة في كل مكان، وفي هذا اليوم العظيم، تحية تملؤها العزة لكل جندي مرابط في مواقع الشرف على امتداد الجبهات؛ لأولئك الذين يحرسون الجمهورية بعزيمة لا تلين، وبعيون لا تعرف الغفلة، ويقيمون على حدود النار أسوار الكرامة والحرية.

 

كل الشكر لقائد المقاومة الوطنية الفريق الركن طارق صالح رجل اللحظة التاريخية… باسمي وباسم الحاضرين جميعا، وكل التواقين للنصر، أرفع تحية تليق بمقام قائد حمل أمانة وطن مجروح، وحمل إرث عمه الزعيم؛ فح ول الجروح قوة، واليأس أملا، والشتات جيشا ينهض من تحت الركام؛ نرفع لك القبعات إجلالا لمقاتل لم تغوه السلطة، ورجل دولة لم يساوم على الثوابت، وقائد جمع بين دهاء الحرب وبصيرة البناء؛ فصاغ من المخا والساحل نموذجا يدرس في كيفية صناعة القوة من قلب التحديات؛ فقد اختار القرار الصائب والرؤية الثاقبة، وحمل إرث الزعيم المناضل: يد تبني ويد تقاتل.

 

الإخوة والأخوات…

لقد خط الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود، مواقف خالدة تحفظ في ذاكرة التاريخ بماء الذهب؛ وكانت ـ ولا تزال ـ السند الثابت والدرع الصامد؛ فقد احتضنت اليمن ورعت اليمنيين في أحلك الظروف قتامة… وأمدت صمود شعبه بدعم اقتصادي وإنساني وتنموي أعاد للحياة نبضها، وللوطن قدرته على الثبات والصمود؛ مجسدة بذلك أن الأخوة مسؤولية لا يتقدم إليها إلا الكرام حين تتزاحم الأثقال وتشتد المحن.

 

وها هي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حاضرة تتجلى في كل زاوية من مشاريع هذه المنطقة وغيرها؛ تنطق بالشجاعة والإبداع؛ مشاريع تحول التحديات والمعاناة إلى فرص للنهوض والبناء؛ لقد جسد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، معنى الأخوة الصادقة، وصدق الموقف العربي الأصيل؛ فكان رمزا للإنجاز، وصاحب رؤية تحسن قراءة حاجات الأشقاء في اللحظات الحرجة، وعزيمة تبقي العطاء حاضرا كلما دعت الضرورة موقفا يليق بعمق الروابط العربية ووشائجها الممتدة.

 

ويمتد في نهجه أثر والده سمو القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ ذلك الرجل الذي رسخ مكانة سامقة في وجدان الأمة العربية عامة، واليمنية خاصة. فقد ترك بصماته في اليمن واضحة جلية، أبرزها إعادة تشييد سد مأرب التاريخي؛ ذلك الإنجاز الذي أعاد لليمنيين مجدهم الأول، وبات شاهدا على رؤية لا تؤطرها اللحظة، بل تتخطاها إلى آفاق أبعد؛ وتستحضر مكانة الإنسان في أولويات التنمية.

 

ولم تكن مواقف الأشقاء تجاه اليمن إلا امتدادا لإرث عربي أصيل؛ إذ التقت عزائم الرياض وأبوظبي على نصرة الشعب اليمني وإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها، فكانت أياديهما البيضاء ولا زالت تمتد كلما دعاهم الواجب الأخوي ، لتلتئم بهما الجروح التي خلفتها الحروب.

 

الرحمة للشهداء

الشفاء للجرحى

النصر على الأعداء

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى