انعقاد جلسة مباحثات برلمانية يمنية مغربية
بحث رئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان البركاني، اليوم، الاثنين، مع رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وأهمية تكثيف أوجه التعاون البرلماني المشترك وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، وذلك في إطار زيارته الرسمية للمغرب.
وفي بداية جلسة المباحثات الثنائية المنعقدة في مقر مجلس النواب المغربي، نقل رئيس المجلس تحايا رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وزملائه في مجلس القيادة وأعضاء مجلس النواب وحكومة وشعب الجمهورية اليمنية، إلى قيادة المغرب ملكًا وحكومة وشعبًا.
وأعرب رئيس المجلس عن الاعتزاز بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مجددًا التأكيد على الموقف الثابت لليمن في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية ومغربية الصحراء في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية الترابية.
وقال ها نحن نبارك لكم أفراح الانتصارات بعد ان رأى العالم إصرار المنتخب المغربي بكرة القدم، الذي يعكس إصرار شعب وإصرار تاريخ على الفوز والتقدم على أمم العالم، وكان أسود الاطلس خير السفراء الذين حملوا الطموح بشرف واقتدرا ومسؤولية، ووصلوا به الى ما هو مشرف لكل الشعوب العربية والافريقية التي التحمت مشاعرها الاخوية في لحظة من المتعة ولذة النصر والانتصار لصالح كبرياؤنا العربي المجروح.
كما عبر عن شكر اليمن قيادة وحكومة وشعبًا وبكل اعتزاز للمملكة المغربية وشعبها وقائدها جلالة الملك محمد السادس بمناصرتهم ودعمهم لاستعادة مؤسسات الدولة من خلال دورهم مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، واختلاط دماء أبناء المغرب الشقيق بدماء إخوانهم اليمنيين والسعوديين والامارتيين. مشيرًا الى ان الشدائد هي محك الأخوة، ومترحماً على أرواح شهداء المغرب وشهدائنا وشهداء التحالف، مؤكدًا أنها تجسد أسمى معاني الاخوة التي تميز بها المغرب منذ القدم.
وقال البركاني لقد عرف المجتمع الدولي والمنظمات الاممية ان الحوثي تنظيم ارهابي ايراني وعرف انه امام جماعة بدائية متطرفة تتاجر بالشعارات الدينية الطائفية، وتلجأ الى ابشع السبل لتحقيق اهدافها العدوانية، ورغم كل ذلك وحرصاً منا على انهاء معاناة شعبنا.
وأضاف: قبلنا بالدخول مع هذه الجماعات في سلسلة من المحادثات، ومعنا التحالف العربي لحقن الدماء والمكتسبات التنموية التي تدمرها هذه العصابة ولكن هذه الجماعة لم تراعي مصالح الشعب اليمني، وحولت كل المحادثات التي رعتها الامم المتحدة الى عامل تكتيكي لكسب الوقت لصالح مشروعها، وبهدف تغلغل ايراني عدواني خبيث ومكشوف يستهدف دول الخليج المجاورة والمياه الدولية وسيادة الشعب اليمني نفسه، وان تصبح اليمن سكيناً ايرانياً في خاصرة محيطه وجيرانه وممر الى الدول العربية الاخرى، وللأسف ان بعض الجهات الاجنبية يشاركون المليشيات الحوثية بالالتفاف السيء الذي من شأنها إطالة سنوات العنف، ولكننا عازمون على استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب والمليشيات والإرهاب.
مؤكدًا المضي في النضال الوطني من أجل استعادة الدولة وفك الحصار الذي تطبقه المليشيات الحوثية الارهابية على شعبنا المكبل بالعنف والوحشية والارهاب النفسي والفكري والجسدي، ونهب الثروات وتدمير المؤسسات والبناء القيمي للمجتمع، التي تسعى إلى تغيير شخصيته السياسية والثقافية والاجتماعية ونظام الحكم فيه الى نظام ولاية الفقيه، الذي لا يقبل بها الشعب اليمني ولا المنطقة ولا العالم، ولا العقل المجرد.
من جهته، عبر رئيس مجلس النواب المغربي عن سعادته لهذه الزيارة مؤكداً على مساندة المغرب ملكًا وحكومة وشعبًا على دعم اليمن ومساندته بصورة مطلقة وبدون شروط وعلى ثبات الموقف المغربي الداعم لمسار الشرعية الدستورية ونصرة الحق لمن يملكون الأرض والتاريخ، مؤكدًا أن جماعة الحوثي لن ينتصر لأنه دخيل على الشعب اليمني وليس له تاريخ.
وأكد رفض بلاده رفضًا قاطعًا في التدخل بالشؤون الداخلية لليمن والمتمثلة بالميليشيات الحوثية الارهابية المدعوم من إيران.
مشيدًا بالعلاقات الوطيدة التي تربط البلدين والشعبين والذي يربطهما التاريخ والمصير المشترك، مشيرًا بأن اليمن بلد عريق وصانع للحضارة التي أسهمت في ملامح الحضارة الإنسانية بشكل عام وانه قادر على الخروج من ازمته بالحكمة التي عرف بها، متمنيًا إنهاء الحرب الحوثية المدمرة والوصل إلى حل شامل يعيد لليمن امنه واستقراره وازدهاره.
كما جدد التأكيد على موقف بلاده الداعم لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن.
وخلال جلسة المباحثات الثنائية تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس النواب بالجمهورية اليمنية ومجلس النواب بالمملكة المغربية والتي تضمنت تسعه بنود تهدف إلى تعزيز وتمتين علاقات الصداقة بين البلدين الشقيقين وتوسيع مجال التعاون البرلماني المشترك.
وسيساهم الطرفان، في مجال اختصاصاتهما، في تطوير الروابط السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية بين المغرب واليمن، ويعملان، على تعزيز التعاون البرلماني، وذلك عن طريق الحوار والتشاور المنتظمين في إطار المصالح المشتركة للبلدين.
حضر الجلسة، أعضاء مجلس النواب، محمد الحميري، محمد العيسائي، شوقي القاضي وعبدالله الخلاقي، وسفير اليمن لدى المملكة المغربية، عزالدين الاصبحي.