البركاني يشارك في أعمال الجمعية العامة الـ146 في المنامة

أكد رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، أن العالم اليوم يعيش حالة من الاضطراب والنزاعات والاقتتال في كثير من البلدان وبالذات في عالمنا العربي وفي مقدمتها بلادنا اليمن جراء التدخل الايراني وعبثها بالتعايش السلمي بين الامم ومحاولتها تصدير ما تسميه بالمذهب والثورة الايرانية الى شعوبنا بقوة الطائفة والمَذهبِ والملشَنَةِ والسّلاحِ والعُنفِ وتهديدِ الأمنِ الداخليِّ لكل بلدٍ.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، في اجتماعات الجمعية العامة الـ146 والدورة الـ 211 للمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، والاجتماعات المصاحبة والمنعقدة تحت شعار تعزيز التعايش السلمي في مملكة البحرين خلال الفترة من 11 إلى 15 مارس الجاري.

وقال أن من كانت يدُه في النارِ ليس كَمن يَدُهُ في الماءِ.. فأنا قادمٌ من بلاد تَصْطَلِي بالحربُ والملشَنةِ والالغاءِ والاقصاءِ وتَسيُّدُ المَذْهَبِ الواحدِ والرأيِ الواحدِ والصّوتِ الواحدِ، مشيراً أن ثَورةُ الملاليِّ الإيرانيةِ قد رَمَتْنا بأَسوأ ما لديها من السلاحِ الماديِّ والايدولوجيِّ بما تُسمى المليشيات الحوثية التي انقَضَّت على الحكومةِ الشرعية المنتخبة فَقَلبت المجتمعَ اليمنيَّ رأساً على عقبٍ، مزَّقت نسيجَهُ ودمرت بُنيتَهُ.. وبَعثَرت أهله وقطَّعت أرحامهُ.. تخطفُ وتسجِنُ وتحكم بالإعدام على البرلمانيين والسياسيينَ والصحفيينَ والنساءَ.. وتجندُ الاطفالَ.. وتسلبُ الأموال بالباطلِ وتُمعنُ في تعذيبِ السكانِ، وتعدمُ الابرياء بحجج ما أنزل الله بها من سلطان وبمساندة النظامُ الايرانيُّ بالمالِ والسلاحِ والخِبراتِ في توطِيدِ سُلطةِ القَهْرِ الغاشمة على كلِّ السِّمَات.

وأكد رئيس المجلس أن النظامَ الايرانيِّ يعبث بالسلام وفقاً لمنافعه ومحاولات لفرض وجوده في غرب آسياء وفي شمال وشرق افريقيا، فمِن القَرنِ الافريقي شرقاً والزَّحْفِ نَحوَ الشمالِ الافريقيِّ.. ومن شواطئِ لبنانَ على البحرِ الأبيضِ المتوسط ِ وحتى شواطئ اليمنِ على بحرِ العربِ والبحرِ الأحمرَ، وسواحلَ الخليجِ العربي والمحيطِ الهندي يتوثّبُ الشيطان للزَّحْفِ الافقي الداميِ الى قلبِ الأمةِ العربيةِ لافتراسها.. وتهديد العالم منها.

مشيراً أن إيران سعت من خلال دعم مليشياتها الحوثية في الانقلاب على الدولة اليمنية ضمن مخططها الهادف إلى التحول إلى قوة إقليمية قادرةٍ على الاستيلاء على مصادرَ الطاقةِ العالميةً والسيطرةَ على مُقدساتِ المسلمين والتحكمّ بأهمِ المضائق المائية في العالم بدءاً من مضيقِ هرمز ثم مضيق باب المندب ومضيق قناة السويس والتأثيرِ في سياساتِ الشرق الأوسط والعالم.

لافتاً إلى تبني إيران ومليشياتها تصديرَ مشروعَ ولايةِ الفقيه الايدولوجي لغرضِ التجييش السياسي، والذي تَستهدِفُ بمضامينهِ بناءَ إمبراطوريةٍ دينيةٍ عابرةٍ للحدودِ السياسيةِ والمذاهب التقليدية، باتخاذها التّشيُّع السياسي وقوداً كما هو الحال في اليمن ولبنان والعراق.. وإعلانها في غير مناسبةٍ أنّ حُكمَ العالم الاسلاميِّ هدفُها النهائي، وبخاصةٍ رموزُ ذلك العالمُ، وهي مقدساتُ المسلمينَ في مكةَ والمدينةِ والقدس.

و أشار إلى أن مبدأ التعايشِ لم يعد مجردَ ترفٍ فكري بل هو ضرورةٌ لحمايةِ مستقبلِ البشريةِ من أخطارِ دعوات الكراهيةِ والعنفِ والإقصاءِ، وهذا يستدعي استنهاضَ قدراتِ المجتمعاتِ الإنسانية وتوحيدِ جهود الدولِ لتعزيزِ هذا المسارِ كقيمةٍ إنسانيةٍ جامعةٍ تكفلُ حمايةَ التنوع.

كما تطرق البركاني إلى ما يمر به العالم اليوم، من أزمات ناتجة عن جائحةُ كورونا ثم الحربُ الروسيةُ الاوكرانيةُ وما خلفتهما من مآسٍ وآلامٍ على سكان الارضِ، وازمةٍ اقتصاديةٍ ألقت بظلالها على كل مناحي الحياةِ، وكذلك الحروبُ بمناطقْ مختلفةْ، والكوارثَ الطبيعيةَ كالزلازلِ والفيضاناتِ التي خلفت دماراً وازهقت ارواحاً بعشراتِ الآلافْ واحدثتْ اضراراً كثيرةً وستكلفُ البلدانَ التي اصابتها اثماناً باهضه، انتزعت لقمة عيش مواطنيها ورفاهيتها وطبها وحياتها المعيشية وعلى حسابِ مستقبلِ اجيالها، ثم الخوفُ من كارثةِ الحربِ النوويةِ المدمرةِ واصطدامِ الاقطابِ الكبارِ بما يحوزونَ من اسلحةِ فناءٍ محققٍ للبشريةِ ، مؤكداً أنها قضايا جديرةٌ ينبغي أن تُعطَى الأولويةَ في التفكيرِ والتداولِ والوقوفِ أمامها بكل اخلاص.

وعبر رئيس المجلس في كلمته عن جَزيلِ الشكرِ للشُّعبةِ البرلمانيةِ البحرينيةْ وللبحرينِ مليكاً وحكومةً وشعباً على حفاوةِ الاستقبالِ وحُسْنِ التنظيمِ والإِعدادِ لهذا اللقاء.

وفيما يلي نص الكلمة:

السيد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي…

السادة رؤساء المجالس ورؤساء الوفود…

السلام عليكم…

اسمحوا لي أولاً أ ن اتقدمَ بجَزيلِ الشكرِ للشُّعبةِ البرلمانيةِ البحرينيةْ وللبحرينِ مليكاً وحكومةً وشعباً على حفاوةِ الاستقبالِ وحُسْنِ التنظيمِ والإِعدادِ لهذا اللقاء.

ولكم هو مناسب أيها الزملاء أن نجتمع في هذا الضرف العصيب تحت شعار تعزيز التعايش السلمي، وأن يشكل هذا الموضوع رغبة اكيدة وارادة قوية لنا جميعاً لتحقيقه قولا وفعلا، لان ذلك ما تحتاجِ اليه المجتمعاتُ الإنسانيةِ بدرجةٍ أساسيةٍ وملحةٍ.. فهو أولُ مقتضًى من مقتضياتِ السلام والتنميةِ والرفاه والتّطورِ.. وإذا كان التعايشُ السلمي داخلَ المجتمعاتِ يرتكزُ على احترامِ كامل الحقوقِ في اللونِ.. والمعتقدِ.. والدينِ.. والرأيِ السياسي والفكري.. وحقِّ المرأةِ في المشاركةِ.. فإنه لا ينبغي التغاضي عن ضروراتِ التعايش بين الأمم كأساسٍ لاستقرارِ المجتمعاتِ واستنهاضِ كلَّ هذه القيم.. ووجوبِ احترامِ كلَّ أمةٍ للأخرى على قاعدةِ الاعترافِ بحقِّها.. وبما يقودُ العلاقةَ بين الأممِ إلى حيثُ النِّديةِ والاحترامِ المتبادل.

السيدات والسادة

من الجدير أن نجتمع تحت هذا الشعار والعالم يعيش حالة من الاضطراب والنزاعات والاقتتال في كثير من البلدان وبالذات في عالمنا العربي وفي مقدمتها بلدي اليمن جراء التدخل الايراني وعبثها بالتعايش السلمي بين الامم في كثير من البلدان العربية ومحاولتها تصدير ما تسميه بالمذهب والثورة الايرانية الى شعوبنا بقوة الطائفة والمَذهبِ والملشَنَةِ والسّلاحِ والعُنفِ وتهديدِ الأمنِ الداخليِّ لكل بلدٍ..

وغايتُها في ذلكَ أن تُصبِحَ مجتمعاتُنا مِثلُها هي.. وحتّى تَنْصَهِرَ تَنوعاتُنا الثقافيةِ والدِّينيّةِ المُتسَالمةِ والمتعايشةِ في هويّتِها المذهبية والثورية المعادية لنا وللعالم.. فَيَسْهُلُ لها ابتلاعُنَا، ويُمحى حقُّنا الوجودي في أن نكون نحنُ كما خلقنا الله ونحن اصحاب حضارة قبل ان تكون في إيران حضارة، ونحن اصحاب تاريخ ونحن امة آمنت بالرسائل السماوية وبالحرية ومارست الديموقراطية قبل الاف السنين وقد شهد لها القرآن الكريم بذلك، ولا نقبل أن يدمر ما شيدناه على مر العصور.

الزملاء الاعزاء…

 أقول لكم بكُلِّ الصدقِ، إن من كانت يدُه في النارِ ليس كَمن يَدُهُ في الماءِ.. فأنا قادمٌ من بلاد تَصْطَلِي بالحربِ والملشَنةِ والالغاءِ والاقصاءِ وتَسيُّدُ المَذْهَبِ الواحدِ والرأيِ الواحدِ والصّوتِ الواحدِ.. لقد رَمَتْنا ثَورةُ الملاليِّ الإيرانيةِ بأَسوأ ما لديها من السلاحِ الماديِّ والايدولوجيِّ بما تُسمى المليشيات الحوثية التي انقَضَّت على الحكومةِ الشرعية المنتخبة فَقَلبت المجتمعَ اليمنيَّ رأساً على عقبٍ، مزَّقت نسيجَهُ ودمرت بُنيتَهُ.. وبَعثَرت أهله وقطَّعت أرحامهُ.. تخطفُ وتسجِنُ وتحكم بالإعدام على البرلمانيين والسياسيينَ والصحفيينَ والنساءَ.. وتجندُ الاطفالَ.. وتسلبُ الأموال بالباطلِ وتُمعنُ في تعذيبِ السكانِ، وتعدمُ الابرياء بحجج ما أنزل الله بها من سلطان..

يُسَانِدُها النظامُ الايرانيُّ بالمالِ والسلاحِ والخِبراتِ في توطِيدِ سُلطةِ القَهْرِ الغاشمة على كلِّ السِّمَات.

والحقيقة ايها السادة.. إن النظامَ الايرانيِّ يعبث بالسلام وفقاً لمنافعه ومحاولات لفرض وجوده في غرب آسياء وفي شمال وشرق افريقيا، فمِن القَرنِ الافريقي شرقاً والزَّحْفِ نَحوَ الشمالِ الافريقيِّ.. ومن شواطئِ لبنانَ على البحرِ الأبيضِ المتوسط ِ وحتى شواطئ اليمنِ على بحرِ العربِ والبحرِ الأحمرَ، وسواحلَ الخليجِ العربي والمحيطِ الهندي يتوثّبُ الشيطان للزَّحْفِ الافقي الداميِ الى قلبِ الأمةِ العربيةِ لافتراسها.. وتهديد العالم منها.

نعم ايها السيدات والسادة، لقد سيطرت ايرانُ من خلال الانقلابِ بميلشياتها الحوثيةِ الارهابيةِ على بلدي ضمن مخططها الهادف للتحوُّلِ الى قوةٍ إقليميةٍ قادرةٍ على الاستيلاء على مصادرَ الطاقةِ العالميةً والسيطرةَ على مُقدساتِ المسلمين والتحكمّ بأهمِ المضائق المائية في العالم بدءاً من مضيقِ هرمز ثم مضيق باب المندب ومضيق قناة السويس والتأثيرِ في سياساتِ الشرق الأوسط والعالم.. واستثمرت في مشاعرِ المسلمين وتاجَرت بالقضية الفلسطينيةِ والقدس الشريف سبيلاً للتغلغلِ والتَّسَرّبِ والتسللِ إلى المنطقة.. كما تبنّت تصديرَ مشروعَ ولايةِ الفقيه الايدولوجي لغرضِ التجييش السياسي، والذي تَستهدِفُ بمضامينهِ بناءَ إمبراطوريةٍ دينيةٍ عابرةٍ للحدودِ السياسيةِ والمذاهب التقليدية.. ولكي تُكسِبَ تلك الأيديولوجيا عصبيةً تتكئ عليها، اتخذت من التّشيُّع السياسي وقوداً كما هو الحال في اليمن ولبنان والعراق.. وأعلنت في غير مناسبةٍ أنّ حُكمَ العالم الاسلاميِّ هدفُها النهائي، وبخاصةٍ رموزُ ذلك العالمُ.. وهي مقدساتُ المسلمينَ في مكةَ والمدينةِ والقدس.

السيدات والسادة…

إن العالم اليوم على شفا خطرٍ وجوديٍّ ناتجٍ عن أزماتٍ خطيرةٍ اولها جائحةُ كورونا ثم الحربُ الروسيةُ الاوكرانيةُ وما خلفتهما من مآسٍ وآلامٍ على سكان الارضِ، وازمةٍ اقتصاديةٍ ألقت بظلالها على كل مناحي الحياةِ وازمةِ غذاءٍ هزّت كيانَ العالمِ وروعتهُ بشبح المجاعة ، وكذلك الحروبُ بمناطقْ مختلفةْ، والكوارثَ الطبيعيةَ كالزلازلِ والفيضاناتِ التي خلفت دماراً وازهقت ارواحاً بعشراتِ الآلافْ واحدثتْ اضراراً كثيرةً وستكلفُ البلدانَ التي اصابتها اثماناً باهضه، انتزعت لقمة عيش مواطنيها ورفاهيتها وطبها وحياتها المعيشية وعلى حسابِ مستقبلِ اجيالها، ثم الخوفُ من كارثةِ الحربِ النوويةِ المدمرةِ واصطدامِ الاقطابِ الكبارِ بما يحوزونَ من اسلحةِ فناءٍ محققٍ للبشريةِ ..

 إنها قضايا جديرةٌ بأن تُعطَى الأولويةَ في التفكيرِ والتداولِ والوقوفِ أمامها بكل اخلاص .

الزملاء الأعزاء.. ختاماً أقول:

إن مبدأ التعايشِ لم يعد مجردَ ترفٍ فكري بل هو ضرورةٌ لحمايةِ مستقبلِ البشريةِ من أخطارِ دعوات الكراهيةِ والعنفِ والإقصاءِ، وهذا يستدعي استنهاضَ قدراتِ المجتمعاتِ الإنسانية وتوحيدِ جهود الدولِ لتعزيزِ هذا المسارِ كقيمةٍ إنسانيةٍ جامعةٍ تكفلُ حمايةَ التنوع.. وجديرٌ أن تعملَ البرلماناتُ الوطنيةُ والحكوماتُ على حمايةِ ورعايةِ وادارةِ هذه الاختلافاتِ وبما يُحصّنُها من الوقُوعِ في شَراك العنفِ والاقصاءِ والالغاءِ وأن يكونَ التحولُ ناتجاً عن مسارٍ فكريٍّ وثقافيٍّ حضاريٍّ لا تُضَامُ فيه فئةٌ لصالحِ فئة أخرى.. والأهم أن يقف العالمُ صفاً مرصوصاً ضدّ كل دولةٍ تحاولُ العبثٍ بأمنِ المجتمعاتِ لكي تبني لنفسِها سلطةً ونفوذاً خارجَ حدودِها.

وفقنا الله جميعاً، والسلام عليكم ورحمة وبركاته…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى