البركاني يشارك في أعمال المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي

شارك رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، في أعمال المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي، والمنعقد خلال الفترة من 26 حتى 28 مايو 2014، والذي تستضيفه الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وبحضور ومشاركة رؤوساء برلمانات وروؤساء الوفود البرلمانية المشاركة من كل الدول العربية .

ناقش المؤتمر في الجلسة الافتتاحية التي شارك فيها أعضاء الوفد أعضاء مجلس النواب، علي العنسي، ونصر زيد، وعبدالكريم الاسلمي، وبحضور علي محمد اليزيدي سفير بلادنا لدى الجزائر ، الأوضاع الراهنة في المنطقة والقضايا التي تهم أمتنا العربية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها وفي مقدمتها ما يجري في غزة ورفح وفلسطين من حرب ابادة جماعية وتطهير عرقي وحصار للشعب الفلسطيني وتجويع، والتحديات التي تواجه العمل العربي المشترك، فضلا عن مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد.

وقد القى رئيس مجلس النواب رئيس وفد بلادنا الشيخ سلطان البركاني كلمة، جدد من خلالها التأكيد على أن ما يجري في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني أمر مهول وفوق طاقته، وهو مقدم على ما عداه؛ قائلاً: نعم إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب شرسة بعد ٧ أكتوبر وقبل ٧ أكتوبر، لكنها منذ ذلك التاريخ ازدادت ضراوةً واتخذت طابع الإبادة الجماعية والتطهير العرقي حتى ليصح القول أنها نسخة مكررة من حرب ١٩٤٨م.

وقال البركاني: أن الفارق هي الأسلحة التي غدت أشد فتكاً وأن التطور في وسائل الإعلام والاتصال أتاح للعالم كله أن يرى ويشاهد ما يجري على أرض فلسطين، غير أن بعض من في هذا العالم اليوم لا يعرف أن إسرائيل قامت في الأساس على الإبادة والطرد منذ أن بدأت هجراتهم إلى فلسطين بتنظيم من الوكالة اليهودية وبالتنسيق مع بريطانيا القائمة على الانتداب، هنالك في ذلك الزمان، نشأت العصابات الصهيونية المسلحة: (الإرجون، والهاجاناه، والبيتار، وشترين، وبلماح) وارتكبت المذابح الجماعية من دير ياسين وما تلاته، وقامت تحت الحماية البريطانية باقتحام المدن والبلدات والقرى الفلسطينية وقتل وتهجير سكانها والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم واراضيهم ..

مشيراً إلى إن إسرائيل لن تترك بلداً عربياً واحداً في مأمن ولسوف تحاربها كلها، سوف تحاربها بالسلاح وبالدسائس وبالأدوات الاقتصادية والنفسية وكافة الأدوات والوسائل الخبيثة، فهل نستطيع ان نغادر مربع الاختلاف والتناقض العربي ونعمل كالبنيان المرصوص لنواجه الشر الذي يحيط بنا والمؤامرات التي تحاك ضدنا.

وأشار رئيس المجلس إلى أن ما يبعث على المرارة والاستهجان هو موقف بعض الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين إسرائيل ودول عربية، مشيراً أن هذه الدولة وياللهول تؤآزر إسرائيل في حربها على الفلسطينيين وتمدها بالأموال والاسلحة والذخائر والدعم السياسي والدبلوماسي، وعلى الناحية الأخرى فإنها تمنع الدعم الزهيد الذي كانت تقدمه لوكالة غوث اللاجئين “الأونروا” بغرض الامعان في تجويع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الموت أو الرحيل عن أرضه، مؤكداً أن الولايات المتحدة قد ذهبت إلى المدى الأقصى في الدعم العسكري بإرسال الاساطيل وحاملات الطائرات إلى المنطقة، وفي الدعم المالي قدمت ٤٢ مليار دولار للعدو فضلا عن الاسلحة والذخائر المجانية.

مؤكداً أن ما يجري في غزة ورفح يدمي القلوب ويندى له جبين البشرية، والعالم يرى تلك المجازر والابادة الجماعية والهدم والتطهير العرقي وبكل صلف وطغيان تمارس اسرائيل ذلك، وهو ما هز ضمير الشعوب في العالم الحر في أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا وكندا، بدليل ما يجري من احتجاجات في الجامعات والمدن الغربية، رغم وسائل الارهاب البوليسي وقمع الطلاب والمحتجين بقسوة دفاعاً وتأييداً لوحشية إسرائيل وهمجيتها.

كما قدم رئيس المجلس عدد من المقترحات التي تضمنتها كلمته، وتم ادراجها ضمن البيان الختامي للمؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد.

 

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله ش الرحيم

– معالي الأخ الأستاذ/ إبراهيم بوغالي – رئيس الاتحاد البرلماني العربي – رئيس المجلس الشّعبي الوطني بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة

الاخ/ فائز الشوابكة – الامين العام للاتحاد البرلماني العربي

– رؤساء البرلمانات العربية… ورؤساء الوفود

– السادة الأعضاء … الحضور جميعاً…

اولا اتوجه بالشكر للاشقاء بالجزائر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال .

واتوجه بخالص التحايا والشكر والامتنان للاشقاء بالعراق وفي مقدمتهم محسن المندلاوي على ماحققة الاتحاد في ظل رئاسة العراق رغم صعوبة كل الظروف.

وانه ليحزنني القول أن ليس في السماء العربية ما يبعث على السعادة حتى اخاطبكم بما يحمل المعنى…

لذلك افتتح بالقول إنني أتشرف بوجودي معكم في الجزائر، البلد العربي الذي مثل على الدوام قلعةً شامخةً من قلاع التحدي والكبرياء في هذا العالم.

ولعلي وإياكم نتذكر ثورة الجزائر التي زلزلت الدنيا وقضت مضاجع الاستعمار وكتبت صفحة مشرقة في كفاح الشعوب من أجل الحرية.

إن ثورة المليون شهيد قد نجحت في إجبار المستعمر على أن يطوي أسِرَّته ويحمل متاعه، ويرحل عن أرض الجزائر بعد أن ظل على مدى ١٣٠ عام يعمل على طمس شخصيتها العربية، بدعوى أنها امتداد لفرنسا على الشاطئ الأخر للمتوسط.

وإنه ليشرفني توجيه التحية لهذا الشعب العظيم بكفاحه وبتضحياته وإنجازاته.

ولأن الكفاح معنىً وقيمة هو الحاضر الطاغي في هذا المكان وفي هذه اللحظة، فإن فلسطين بتضحيات شعبها وكفاحه تتقدم على جميع المواضيع في جدول أعمالنا وعلى قضايا شعوبنا، وها أنا أبتعد عنوةً عن الحديث عن قضية بلدي اليمن الجريح وما يعاني من ويلات وقهر وظلم وعذاب، لأن ما يجري في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني أمر مهول وفوق طاقته، وهو مقدم على ما عداه؛ نعم إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب شرسة بعد ٧ أكتوبر وقبل ٧ أكتوبر، لكنها منذ ذلك التاريخ ازدادت ضراوةً واتخذت طابع الإبادة الجماعية والتطهير العرقي حتى ليصح القول أنها نسخة مكررة من حرب ١٩٤٨م.

والفارق أن الأسلحة غدت أشد فتكاً وأن التطور في وسائل الإعلام والاتصال أتاح للعالم كله أن يرى ويشاهد ما يجري على أرض فلسطين، غير أن بعض من في هذا العالم اليوم لا يعرف أن إسرائيل قامت في الأساس على الإبادة والطرد منذ أن بداوا هجراتهم إلى فلسطين بتنظيم من الوكالة اليهودية وبالتنسيق مع بريطانيا القائمة على الانتداب.

هنالك في ذلك الزمان، نشأت العصابات الصهيونية المسلحة: (الإرجون، والهاجاناه، والبيتار، وشترين، وبلماح) …

وارتكبت المذابح الجماعية من دير ياسين وما تلاه، وقامت تحت الحماية البريطانية باقتحام المدن والبلدات والقرى الفلسطينية وقتل وتهجير سكانها والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم واراضيهم وعلى تلك البيوت والأراضي اقيمت مستعمرات يهودية، ومن تلك العصابات المسلحة تأسس جيش الاحتلال الذي يواصل اليوم حملة الابادة والتطهير العرقي.

إن المدى الزمني لإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني يتجاوز المائة سنة ويمتد إلى أعقاب صدور وعد بلفور في ٢ نوفمبر ١٩١٧م، وعلى سبيل المثال فإن ميليشيا الهاجانا تأسست في ١٩٢٠ بعد أقل من ثلاث سنوات على وعد بلفور، وهكذا فإن ما جرى في ٧ اكتوبر ليس سوى لحظةً عابرةً في المسار الطويل للصراع العربي الإسرائيلي.

ودعوني أتوقف عند هذا التعبير، فقد كف العالم عن استخدامه وتخلينا عنه في العالم العربي وذهبنا نتحدث عن صراع فلسطيني إسرائيلي ثم عن حرب على غزة، والحقيقة التي نتغافل عنها أننا جميعاً في مرمى النيران الإسرائيلية وأن اطماعها تتجاوز فلسطين إلى ما ورائها، وما زال علم إسرائيل يحيط نجمة داود بخط أزرق يرمز إلى النيل وثانٍ يومئ إلى الفرات، ولم تزل إسرائيل دولة لا يحكمها دستور مكتوب يُبين حدودها المرسومة في مخططات قادتها.

ومن اليقين أن اسرائيل إذا نجحت في تصفية القضية الفلسطينية سوف تذهب إلى شن حروب في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، والمعهود في سلوكها أنها تختلق الذرائع لتمزيق المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وعلى نحو خاص الاتفاقيات الثنائية، وما تفعله اليوم مع اتفاقية اوسلو قابلٌ للتكرار مع سابقاتها ولاحقاتها .

إن إسرائيل لن تترك بلداً عربياً واحداً في مأمن ولسوف تحاربها كلها، سوف تحاربها بالسلاح وبالدسائس وبالأدوات الاقتصادية والنفسية وكافة الأدوات والوسائل الخبيثة، فهل نستطيع ان نغادر مربع الاختلاف والتناقض العربي ونعمل كالبنيان المرصوص لنواجه الشر الذي يحيط بنا والمؤامرات التي تحاك ضدنا.

السيدات والسادة الأعزاء…

إن ما يبعث على المرارة والاستهجان هو موقف بعض الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين إسرائيل ودول عربية، إن هذه الدولة – وياللهول – تؤآزر إسرائيل في حربها على الفلسطينيين وتمدها بالأموال والاسلحة والذخائر والدعم السياسي والدبلوماسي، وعلى الناحية الأخرى فإنها تمنع الدعم الزهيد الذي كانت تقدمه لوكالة غوث اللاجئين “الأونروا” بغرض الامعان في تجويع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الموت أو الرحيل عن أرضه، ولقد ذهبت الولايات المتحدة إلى المدى الأقصى في الدعم العسكري بإرسال الاساطيل وحاملات الطائرات إلى المنطقة، وفي الدعم المالي قدمت ٤٢ مليار دولار للعدو فضلا عن الاسلحة والذخائر المجانية .

ولا تخجل الدولة العظمى أن تشارك بجبروتها في حرب ضد مدنيين عزل على مساحة لا تزيد عن ٣٦٠ كيلو متر.

ثم لا تخجل الولايات المتحدة عن الظهور في موقف محدود الذكاء حيث تستهبل وتستغفل عندما تقول أنها لا توافق الحكومة الإسرائيلية على عملية كبيرة لاقتحام رفح، بما معنى أنها قد وافقت على الحرب في رفح وأنها قد تغاضت وترسل السلاح وتقدم كل وسائل الدفاع عن جرائم اسرائيل التي ستتم في رفح وتتستر عليها، ولا تقف الولايات المتحدة عند المشاركة في الحرب العسكرية والاقتصادية والنفسية وانما تزيد وتستبسل في الحرب الدبلوماسية وتستخدم الفيتو بحرمان دولة فلسطين من عضوية الامم المتحدة.

والادها والامر انها لما تكتفي بكل هذي الفضائع ما فاعلنت تصديها للمحاكم الدولية واحكمها وتهديد قضاتها وتحدي العالم اجمع بأن اسرائيل التي تقتل الفلسطنين بالسلاح الامريكي لاتحاسب، ورهنت القيام الامريكية والمبادئ التي كانت تدعى بها لاصوات الناخبين اليهود، وهي تعلم إن ما يجري في غزة ورفح يدمي القلوب ويندى له جبين البشرية، والعالم يرى تلك المجازر والابادة الجماعية والهدم والتطهير العرقي وبكل صلف وطغيان تمارس اسرائيل ذلك، وهو ما هز ضمير الشعوب في العالم الحر في أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا وكندا، بدليل ما يجري من احتجاجات في الجامعات والمدن الغربية، رغم وسائل الارهاب البوليسي وقمع الطلاب والمحتجين بقسوة دفاعاً وتأييداً لوحشية إسرائيل وهمجيتها.

السيدات والسادة…

غير أن ما يحزننا جميعاً الموقف العربي المخزي والمذل ونحن نشاهد المواقف في الجامعات الأمريكية والغربية والعواصم والمدن وما نشاهده من يقضة ضمير واحترام لدم الانسان ورفض للبغي والعدوان سيضرب به المثل ويؤرخ له، وسيبقى شاهداً حياً على عظمة أولئك الرجال والنساء الذين لم ترهبهم جحافل الشرطة ولا غياهب السجون، وانتصروا للقيم والمبادئ والدم الفلسطيني في غزة ورفح فهل أبناؤنا في الجامعات والمدن العربية أقل شأناً منهم.

إنه لأمر مؤسف أن جامعتنا في الوطن العربي جثث هامدة لا حراك فيها، وشوارعنا خاوية على عروشها، ومياديننا في كل عاصمة تصرخ كما يصرخ الفلسطينيون في غزة وصرخة قبلهم المرأة في عمورية و معتصماه ومعتصماه ومعتصماه فستجاب لها المعتصم ولم يستجب احد للفلسطينيين.

يصدق علينا قول الشاعر اليمني :

سبعون ألف إلى عمورية اتقدوا ….. وللمنجم قالوا أننا الشهب

قيل انتظار قطف الكرم ما انتظروا ….. نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا

تسعون مليون وما صنعوا شيئا ….. وقد عصر الزيتون والعنب

ايه وربي يا عبدالله،، 400 مليون ما صنعوا شيئا وقد عصر الزيتون والعنب ..

ما صنعوا شيئا وقد صارت سيوفهم كلها خشب ….

ما صنعوا شيئاً لغزة والاقصى والنقب ….

(نعم، لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي)

ماذا نقول ودماء تسفك ومساكن تهدم وإبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم ووحشية غير مسبوقة، وشعب يعيش دون طعام أو ماء أو دواء أو سكن أو أمن أو طمأنينة تدكه جنازير الدبابات وتقتلعه الجرافات وتلاحقه الصواريخ والطائرات، والأمة العربية يكتفي حكامها وبرلماناتها وحكوماتها بإسقاط الواجب كهذا اللقاء الذي نحن فيه أو ما سبقه من لقاء للقادة، نعتقد أن بيان سنصدره او إدانة واستنكار من باب اسقاط الواجب يغنينا عن القيام بالواجب الذي كان يفترض أن نقوم به، نحن العرب ستظل وصمة العار تلاحقنا بشأن ما يجري في فلسطين وما تعمله إسرائيل والصهاينة ونحن مسلوبو الإرادة مستسلمين.

ها نحن نهاية الشهر السابع وعدد القتلى والجرحى قد تجاوز ( 115,000) ،وإسرائيل تسرح وتمرح تهدم وتذبح تتحدى ولم تتجرأ الدول العربية لاتخاذ موقف حازم وجاد ، أو تتخذ إجراءات لردع العدوان الإسرائيلي ، أو أن تحذوا حذوا جنوب إفريقيا بالانضمام إليها بتقديم دعوى أمام محكمة العدل أو ترتقي مستوى تلك الدول العظيمة إسبانيا وأيرلندا والنروج، الذين يستحقون منا ان نرفع لهم القبعات.

إنها ثالثة الأثافي؛ إنه الاستسلام بذاته لولا المواقف في أوروبا و أمريكا وكل قارات العالم الذي فضح حقيقة إسرائيل وعرى أفعالها وأعاد الحياة للقضية الفلسطينية وجعلها قضية العالم كله، لذلك من واجبنا تقديم التحايا إلى تلك الدول والمجاميع في الجامعات والمدن، وفي مقدمتهم دولة جنوب افريقيا التي يقف رجال قانونها شامخون على منابر محكمة العدل الدولية، رافعو الهامات يصدحون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم، وقد اوصلت إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية بتهمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي، وهو امر لم يكن يخطر على بال اسرائيل ورعاتها، لذلك علينا ان نوجه من هذا التجمع البرلماني الى أولئك القضاة الاجلاء في محكمة العدل الدولية بأصدق آيات الشكر والتقدير ، وقد رفعوا مكانة العدل وقداسته والقانون الدولي والقانون الانساني عالياً ، بما اصدروه من حكم يوم الجمعة الماضية ، انتصروا للحق والعدل، ولم يهابوا الحملات والتهديدات وغلبوا مهنيتهم وانسانيتهم على كل ما يصدر من تهديد ووعد ووعيد من قبل مفلسو القيم والمبادئ، وكما يجب علينا ان نتوجه بالثناء والعرفان للمدعي العام في محكمة الجنايات الدولية على احترامه لواجباته القضائية وتطبيق القانون بإصدار مذكرة الاعتقال لمجرمي الحرب الإسرائيليين، لذلك نشيد بالمحاكم الدولية ونتمنى عليها ان تطبق القانون ولا تراعي تلك الاصوات الناعقة او المستهترة بالقانون الدولي وبدم البشر، لان ما يجري في غزة يضع وجود تلك المحاكم وجميع المنظمات الدولية على المحك.

ثم لا ننسى توجيه التحية للأمين العام للأمم المتحدة السيد/ “انطونيو غوتيرش” هذا الرجل الذي أعاد للوظيفة الدولية الأولى قيمتها واحترامها، وتصرف وتحدث على مدى الحرب بما يمليه ضميره بعيداً عن حسابات إرضاء الدول التي تتحكم بالمشهد الدولي، ومن الأسف أنه وسط هذا كله يتبدأ الهوان العربي أتعس ما يكون.

 

السيدات والسادة:

إذا كنا نريد لهذا اللقاء ان لا ينعقد لمجرد إسقاط الواجب او لمجرد إلها، فإني اقترح:

1. ان يحدد البيان الصادر عن هذا الاجتماع العديد من الخطوات الرادعة للتطرف الاسرائيلي والبغي والعدوان ويجبره على ايقاف الحرب والتدمير والابادة الجماعية والتطهير العرقي وقتل الانفس البريئة، تقوم بها الحكومات العربية بصورة عاجلة نصرة للحق الفلسطيني وللقيم والمبادئ واحترام القوانين والمعاهدات الدولية التي تنتهكها اسرائيل صباح مساء، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني قبل أن تدمر رفح وغزة وتتحول إلى أثر بعد عين ويحقق المتطرفون الاسرائيليون مآربهم في عملية التهجير لسكان رفح وغزة.

2. ان تشكل وفود من رؤساء البرلمانات للقاء البرلمان الأوربي والجمعية البرلمانية الاسيوية واتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي و البرلمان الافريقي، يدعوهم وشعوبهم وحكوماتهم الى اتخاذ المواقف الرادعة تجاه اسرائيل وايقاف عدوانها، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وادانة إسرائيل على افعالها الاجرامية وابادتها الجماعية للشعب الفلسطيني، والدعوة لتطبيق حكم محكمة العدل الدولية والمذكرات الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية.

3. توجيه رسالة شكر باسم الاتحاد البرلماني العربي، الى دولة جنوب افريقيا يثني على ومواقفها وعلى ما انجزت تلك الدولة العظيمة التي عززت مكانتها الكبيرة في نفوس العرب والمسلمين والعالم اجمع، وتوجيه رسائل تقدير واحترام لمحكمة العدل الدولية والمدعي العام في محكمة الجنايات، ورسالة تحية وتقدير للبرلمان الاسباني والايرلندي والنروج.

4. ان يتضمن البيان الصدار عن هذا اللقاء ترحيبا وثناء للدول الاوربية الثلاث وجنوب افريقيا ومحكمة العدل ومحكمة الجنايات .

الاخ الرئيس الزملاء الأعزاء..

ان وضع الاتحاد وتطوير آلياته يتوجب علينا اعطائه الأولية الاولى في اعمالنا وتكليف المتخصصين بإعداد الرؤى التي تمكنه من النهوض بواجباته لتعرض علينا باجتماعات قادمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

 

كما القيت عدة كلمات من قبل معالي السيد ابراهيم بوغالي، رئيس المؤتمر رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ومعالي سيادة الاستاذ محسن المندلاوي ، رئيس الاتحاد البرلماني العربي السابق رئيس مجلس النواب بالإنابة في جمهورية العراق، و روؤساء البرلمانات روؤساء الوفود المشاركة، تطرقت في مجملها إلى أهمية انعقاد المؤتمر في الفترة الحالية والتي تأتي في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الغاشم من قبل الكيان الصهيوني، والمواضيع المدرجة في جدول أعمال المؤتمر والتي تناقش ضرورة تعزيز العمل المشترك لدعم الشعب الفلسطيني، وأهمية دعم القضية الفلسطينية.

كما سيناقش المؤتمر في اجتماعاته، الحساب الختامي للعام 2023، وتعيين الأمين العام الجديد، وتقرير الأمين العام حول أوضاع الاتحاد وأنشطته منذ المؤتمر الرابع والثلاثين، وتقارير الدورات 32، 33، 34 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، والمصادقة عليها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى