بعث رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، برقية عزاء ومواساة إلى الشيخ محمد بن ناجي جُمعان الجدري، وكافة آل الجدري وأبناء بني الحارث ، في وفاة فقيد الوطن الكبير، الشيخ المناضل ناجي جُمعان الجدري، عضو مجلس النواب السابق، وشيخ مشايخ بني الحارث، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية في سبيل الوطن
فيما يلي نص البرقية:
ببالغ الحزن وعظيم الأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نعزيكم بوفاة والدكم المناضل الكبير الشيخ ناجي جمعان الجدري، شيخ مشايخ بني الحارث، عضو مجلس النواب السابق، الذي انتقل إلى جوار ربه ، بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال الوطني.
رحم الله الفقيد، فقد عاش مراحل الوطن الصعبة، وكان في أشدّها حاضرًا بمروءته وموقفه، وصوت الحق حين صمتت الألسن، بذل من مهجته وفلذات كبده ما يعجز عنه الكثيرون.. مضى وفي قلبه من الحكمة نور، وفي يده من العطاء بذل، وفي سيرته سطور من المواقف الوطنية المشرفة والثابتة.
نم في قبرك قريراً أيها البطل، فقد بذلت للوطن مهجتك، ورويت تُرابه بالدم الطاهر ووهبته بعرق العزم والوفاء بكل إباء يصنعه رجال الإباء .. وإنا على العهد باقون، كما بقي السيف في غمده منتظرين ساعة الوغى، مؤمنون بما آمنت به حتى تنقشع غيوم التآمر، وتسكن الخفافيش في جحورها وينبلج الصبح وتسطع أضواء الحق.
وإني لأرفع الأكف شكراً، وأبسط اللسان ثناءً، لأولئك الرجال الأباة الذين تجشموا متاعب السفر وجاؤوا من كل حدبٍ وصوب، ليشاركوا بالصلاة عليك ويقيموا مأتماً يليق بك ويعبرون لك ميتاً ولأسرتك أحياء عن مكانتك الرفيعة الساكنة في قلوبهم ، فلهم منا تحية تليق بالمواقف الجليلة، ومقام الوفاء النبيل.. عشر الله خطاهم وجعلها نوراً في صحائفهم فقد أوفوا بالعهد، وكانوا للوطن والفقيد عنوان وفاء، وهم يشهدوا لحظة الوداع الحزينة من على أرض مصر الطاهرة الحبيبة، التي احتضنت اليمنيين، ومدّت يدها وفتحت قلبها لهم ، والتي تحتل مكانة راسخة في قلوبنا بدفء الإخاء وصدق العروبة، وهذا ليس بغريب على بلد ٍ يمثل موئل الكرم الذي لا ينضب وقبلة كل التواقين إلى الأخوة والسلام، وأنت في طريقك إلى مثواك الأخير في يمن ٍ الإيمان والحكمة ..
إنا لله وإنا إليه راجعون…